السّيرة الذّاتيّة لسماحة الشيخ الأستاذ الدكتور المفتي نورمحمد ’’ثاقب‘‘(حفظه الله تعالى) وزير الإرشاد والحج والأوقاف بإمارة أفغانستان الإسلامية

وزیر صاحب

اسمه ونسبه ومولده:                                                                           

هو سماحة الشيخ الأستاذ الدكتور المفتي نور محمد  ’’ثاقب‘‘ بن الحاج سردار خان بن   نادر،  بن ميرحسن، بن سيد أحمد، بن نور أحمد – غفر الله لهم جميعا ورضي عنهم   وُلِد سماحة الشيخ في عام (۱۳۴۲ هـ ش، الموافق  ۱۳۸۳هـ ق) في تاشقرغان من  نواحي مديرية خُلم بمحافظة سمنجان إحدى المحافظات الشهيرة بأفغانستان  وينتسب  إلى قبيلة (دولت زى) إحدى القبائل الكبرى والمعروفة في البلاد.

ثم انتقل في الثانية من عمره مع أسرته الكريمة إلى كابول، عاصمة أفغانستان  واستوطن في قرية (شيخان)، من نواحي (قلعة حسن خان السُّفلىٰ) التابعة لمديرية  (باجرامي) من مديريات العاصمة.

نشأته العلمية:

ابتدأ دراستَه الابتدائيّة وأَتَمَّها في قريته، وفي العديد من المناطق بكابول، كـ (شوربازار  وقلعة لقمان، وقلعة أحمد خان، وسراي خواجة، وخواجة حسن من ضواحي مديرية  استالف، ومديرية قره باغ)، ومناطق أخرى على يد علماء أجلاء – رحمهم اللّٰه جميعا .

دراسته الثانوية:

سافر في أواخر حكومة سردار محمد داود خان عام (۱۳۵۶ هـ ش) إلى باكستان، من أجل تحصيل العلوم الأخرى، والتحق بالعديد من المدارس في مقاطعتى (سرحد)، و(بنجاب)، منها:

دار العلوم الإسلامية والعربية بمنطقة كجرات، ودار العلوم الإسلامية والعربية بمنطقة رستم، ودار علوم الأحناف بمنطقة ميرزو – شب قدر، ودار العلوم الإسلامية والعربية بمنطقة تل، ومدرسة أنوار العلوم بمدينة كوجرانوالا، والجامعة دار العلوم الحقانية بمنطقة أكورة ختك، إلى غير ذلك.. من المدارس الدينية والإسلامية.

ونظراً لِتَمَتُّعِه بقوة الذّاكرة، وحِدّة الذكاء، وسرعة البديهة، وتَفَوُّقِه على الأقران حاز لقب (الثاقب) من قِبَل شيوخه.

هجرته وجهاده:

صادف زمنَ تَعَلُّمِه احتلالُ أفغانستان من قِبَل الاتحاد السوفيتي الغاشم، فكان بجانب تَعَلُّمِه العلوم دَخَل رِفْقَة إخوانه المجاهدين جبهات الجهاد المسلّح ضد القوات المحتلّة، وشارك في معارك متعدّدة وخطيرة في عِدّة محافظات أفغانستان مثل: كابول، وننجرهار، وكونار، وتَحَمّل في سبيل إعلاء كلمة الله وتحرير البلاد الكثير من المعاناة والجروح الشّديدة.

وفي عام (۱۳۵۹ هـ ش الموافق: ۱۴۰۰ هـ  ق) لما اشتدّت الحرب، وعَمَّت جميعَ أرجاء البلاد، اضطرّت أسرته للهجرة إلى باكستان.

تخرّجه ونيله مرتبة الشرف الأولى: 

في عام ( ۱۳۶۳ هـ ش، الموافق: ۱۴۰۴هـ ق، و ۱۹۸۴م) أَكْمَل الشيخ ما يُسمّى بـ (الدّورة الكبرىٰ لِكُتُب الحديث)، دَرَسَ فيها الكُتُب السِّتة وغيرها من كُتُب الحديث بالجامعة دار العلوم الحقانية – أكورة ختك بباكستان، على يد بقيّة السّلف ومؤسّس دار العلوم وأستاذ الحديث السّابق بدار العلوم ديوبند فضيلة الشيخ مولانا عبد الحق، والمفتي الأعظم فضيلة الشيخ مولانا محمد فريد، وفضيلة الشيخ مولانا فضل إلهي– رحمهم الله جميعا وأحسن إليهم –، وتخرّج على أيدي هؤلاء الشيوخ العظام، وشارك في اختبار وفاق المدارس العربية للدورة الكبرىٰ الذي يُعْقَد سنويًّا في باكستان، وكان المشاركون فيه ليسوا من مقاطعات باكستان الأربع وكشمير الحُرّة وأفغانستان فَحَسْبُ، بل كان عددٌ كبيرٌ منهم من حوالى اثنتي عشرة دولة عربيّة وعجميّة أخرى، ونال المركز الأول مع مرتبة الشّرف الأولى من بين جميع المتخرجين والفضلاء، وعمره آنذاك لم يتجاوز الواحد والعشرين عاما.

شيوخه:

عدد شيوخ السّيد ثاقب يبلغ أربعين شيخًا، لم يبق منهم إلى هذا الوقت على قيد الحياة إلّا القلة القليلة، حيث تُوُفّي أكثرهم. ومن حُسْنِ حَظّه أن جميع أستاتذته الأفغان والباكستانيّين كانوا بارعين في فنونهم، وكان لهم اليد الطّولىٰ في العلوم.

ولدى سماحته ذكرياتٌ عديدة عن مواهبهم العلميّة وكمالاتهم المعنويّة رحم الله المتوفّين منهم وأسكنهم فسيح الجنان، وأمدّ في عمر الباقين-. 

تدريسه ومسيرته العلمية:

تَولّى الشيخ – بعد تخرّجه مباشرة – منصب التّدريس بدار العلوم الإسلامية العربية بمنطقة (تل). بدأ في عامه الأول من مهمته بتدريس الكُتُب المقرّرة بالمستوى المتقدم، كـ (الصدرىٰ، ومسلّم الثبوت، والميبذي (شرح الحكمة)، وكتاب الملا حسن، وسلّم العلوم)، وغيرها من الكتب التي يصعب تفهيمها للطلاب على كثير من الأساتذة.

وفي العام الثاني من تدريسه بدار العلوم نفسها، قام – إلى جانب تدريسه لِكُتُب العلوم العقليّة والنقليّة – بتدريس الكُتُب المقرّرة في مرحلة ما يُسمّى بالموقوفة عليها (الدّورة الصغرىٰ)، وبالأخص قام بتدريس تفسير البيضاوي ومشكوة المصابيح.

وفي العام الثالث والرابع من مهمته، عَمِل مدرّسًا بدار العلوم الهاشمية بمنطقة (بارة)، وفي العام الثاني من التّدريس بهذه المدرسة أي العام الرابع من تدريسه، قام بالإضافة إلى تدريسه كُتُبَ المعقول والمنقول، وكُتُب الدّورة الصغرىٰ بتدريس كُتُب الدّورة الكبرىٰ (دورة الحديث)، وفي هذا العام فُوّض إليه من قِبَل دارالعلوم تدريس سُننَ أبي داود من دورة الحديث الشريف.

ثمّ عَمِل مدرّسًا طوال ست سنوات متتالية (أي: في العام الخامس، والسادس، والسابع، والثامن، والتاسع، والعاشر من تدريسه) بالجامعة الإسلامية المحمدية التابعة لـ (حركة الانقلاب الإسلامي بأفغانستان) بمنطقة (جرات)، قام فيها بتدريس كُتُب الفنون المختلفة، والكُتُب المقرّرة في دورتى الصّغرىٰ والكبرىٰ.

وفي العام الحادي عشر من تدريسه استأنف تدريسَه بدار العلوم الهاشمية بمنطقة (بارة)، وكان تدريسُه في هذا العام متميّزًا بأكثر إتقانٍ وإبداعٍ فوق المعتاد.

وفي العام الثاني عشر من مهمة التدريس، عَمِل مدرّسًا بدار العلوم الحقانية الأمينية بمنطقة (جلوزو)، العام الذي نشأت فيه حركة طالبان الإسلامية في أفغانستان.

كان سماحة الشيخ – حفظه الله – شَغوفًا بالتّدريس، حيث لم ينقطع عنه حتى في العطلة السنويّة التي كانت تدوم ثلاثة أشهر، فكان يقوم في تلك الفترة –أيضا– بتدريس تفسير القرآن الكريم، وعلم الميراث، وعلمى العروض والقوافي، وعلم الرياضيات، وغيرها من العلوم، واستفاد من علمه الزّاخر طلابٌ لا يُحصىٰ عددهم، وفي العام الأخير من دورة علم الرياضيات شارك سبعمائة وخمسون (۷۵۰) طالبًا في حلقة درسه، وكانو جميعًا يستمعون إلى درسه معًا في قاعة واحدة. 

تلامذته:

أَدّت قدرة سماحة الشيخ – حفظه الله – في العلوم المختلفة وتَمَكُّنه وموسوعيّتُه فيها إلى جَعْلِه مَحَلّ نزول الطلبة من مختلف أرجاء أفغانستان وباكستان والدّول الأخرىٰ، وقد تجاوز عدد تلامذته الآلاف، وكان من بينهم عددٌ كبيرٌ من الخِرّيجين الفُضلاء والعُلماء المدرّسين حتى كان فيهم بعض شيوخ الأحاديث يجلسون لدروسه ومحاضراته، وانتشر طلابه في مناطق مختلفة من أفغانستان وباكستان والدّول الأخرىٰ، وقد جَعَلَهم الله –عزّ وجلّ–  أفضل وسيلةٍ لخدمة دين الإسلام ونشر العلم.

تشرّفه بأداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة:

سافر فضيلة الشيخ – حفظه الله – في عام (۱۳۶۸ هـ ش الموافق: ۱۴۰۹هـ ق) إلى المملكة العربيّة السعوديّة لأداء فريضة الحج، وتَشَرَّف بزيارة الحرمَين الشّريفين، وبالعديد من الأماكن التّاريخية المقدسة هناك، وكان في رَيْعَان شبابه حيث كان عمره آنذاك لم يتجاوز السّادسة والعشرين.

حصوله على شهادة الإفتاء:

انطلاقًا من موهبة الشيخ وقدرته العلميّة العالية في الفنون المتعدّدة، مَنَحَ فضيلةُ الشيخ المفتي الأعظم محمد فريد  – رحمه الله – شيخ الحديث بدار العلوم الحقانية بأكورة ختك، شهادةَ الإفتاء العالية خصّيصًا لسماحة الشيخ، بتاريخ (۱۳۷۲/۵/۱۲هـ ش، الموافق: ۱۴/ صفر المظفر/ ۱۴۱۴ هـ ق – ۳/۸/ ۱۹۹۳م).

نيله الخلافة في التّصوف والسّلوك:

انخَرَط سماحة الشيخ – حفظه الله – في سِلْك التّصوف والسّلوك وتزكية النّفس ، وبعد مروره على مراحل ومقامات التّصوف المتعددّة، نال إجازة الخلافة في الطريقة النقشبنديّة بتاريخ: (۱۶/ ۹/ ۱۳۷۳ هـ ش، الموافق: ۵/ رجب المرجب/ ۱۴۱۵ هـ ق - ۷/ ۱۲/ ۱۹۹۴م)، من قِبَل شيخ الحديث وشيخ التّصوف مولانا السيد المفتي محمد فريد –رحمه الله تعالى –، وبعد مرور فترة وجيزة مُنِحَت له الخلافة –أيضا– في (الجشتية، والقادرية، والسهروردية) من طُرُق التّصوف الشّهيرة.

الوظائف والمسئووليات التي تولّاها في سلطة الإمارة الإسلامية الأولى:  

۱ــ  تَوَلِّيُ منصب القائم بأعمال دار الإفتاء المركزيّة ثم تعيينه رئيسًا لها:

تَمَّ تعيين الشيخ المفتي المولوي نور محمد ثاقب – حفظه الله تعالى – قائمًا بأعمال دار الإفتاء المركزيّة بولاية قندهار، وذلك بتاريخ: (۲۰/ صفر المظفر/ ۱۴۱۷هـ ق، الموافق: ۱۵/ ۴/ ۱۳۷۵- ۶/ ۷/ ۱۹۹۶). وبعد فترة يسيرة تَمَّ تعيينه رئيسًا عامًّا لدار الإفتاء المركزيّة، بتاريخ: (۱۰/ رجب المرجب/ ۱۴۱۷هـ ق، الموافق: ۳۰/ ۸/ ۱۳۷۵- ۲۰/ ۱۱/ ۱۹۹۶).

۲ــ  تولِّيُ النّيابة القضائيّة بالمحكمة العليا:

ثمّ بعد ثلاثة أيام فقط – علاوةً على تَرَأُّسِه دار الإفتاء المركزية – تَمَّ تعيينه نائبًا قضائيًّا لرئيس المحكمة العليا، بمرسومٍ أصدره صاحب الفخامة أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد – رحمه الله تعالى – بتاريخ: (۱۳/ رجب المرجب/ ۱۴۱۷هـ ق، الموافق: ۳/ ۹/ ۱۳۷۵ – ۲۳/ ۱۱/ ۱۹۹۶). 

۳ــ  تفویض الصّلاحيّة التّامة له في عزل القضاة، وتعيينهم، واستبدالهم في جميع المحاكم بجنوب غرب البلاد:

بالإضافة إلى المهام المذكورة آنفًا، تَمَّ نقل الصلاحيّة التّامة له في عزل القضاة وتعيينهم واستبدالهم في جميع المحاكم التّابعة لإقليم جنوب غرب البلاد، من قِبَل المحكمة العليا بتاريخ: (۲۹/ صفر المظفر/ ۱۴۱۸، الموافق: ۱۵/ ۴/ ۱۳۷۶ –۶/ ۷/ ۱۹۹۷م).  

۴ــ  تعيينه قاضيَ القضاة ورئيسًا للمحكمة العليا للبلاد:

عُيّنَ سماحة الشيخ – حفظه الله تعالى – رئيسًا للمحكمة العليا للبلاد وقاضيَ القضاة بها، بمرسومٍ رسميٍّ خاصٍّ أصدره صاحب الفخامة أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد – رحمه الله تعالى –، بتاريخ: (۱۲/ ذي القعدة الحرام/ ۱۴۱۸هـ ق، الموافق: ۱۹/ ۱۲/ ۱۳۷۶ هـ ش – ۱۰/۳/ ۱۹۹۸م)، وبقي في هذا المنصب إلى نهاية حكم الإمارة الإسلامية في عهدها الأول.

۵ ــ  إعداد الدستور الوطنيّ والقوانين الأخرى للبلاد في ضوء المبادئ والأحكام الشرعية:

قام كبار العلماء في أفغانستان  بقيادة رئيس المحكمة العليا وقاضي القضاة سماحة الشيخ الثاقب – حفظه الله تعالى – بدراسة الدستور الوطنيّ والقوانين الأخرى والأنظمة السّائدة آنذاك، في ضوء المبادئ والأحكام الشرعية، وصياغتها وفق الشريعة والمذهب الحنفي المتَّبَع في البلاد.

في (۲۵/ صفر المظفر/ ۱۴۱۹ هـ ق) صدر مرسومٌ من صاحب الفخامة والسُّمُوّ أمير المؤمنين – رحمه الله – بشأنِ مراجعةِ جميع القوانين والأنظمة السّائدة في البلاد، وحَذْفِ جميع المواد التي تخالف الشّريعة الإسلامية والمذهب المتَّبَع في البلاد، من قِبَل هيئة كبار العلماء تحت إشراف المحكمة العليا، تقويةً للنّظام الشرعيّ والأمن القوميّ، ثم نَشْرها في الجريدة الرسميّة بعد المصادقة عليها من قِبَل أمير المؤمنين – رحمه الله تعالى – . 

وتنفيذاً لمرسوم صاحب السُّموّ أمير المؤمنين – رحمه الله تعالى – تَمَّ تشكيل الشورىٰ في قصر رئاسة البلاد من هيئة كبار العلماء الذين اختيروا من جميع أنحاء أفغانستان، تحت رئاسة سماحة الشيخ قاضي القضاة ورئيس المحكمة العليا الشيخ ثاقب – حفظه الله –.

بدأت الشورىٰ عملها في (۸ من ربيع الأول عام ۱۴۱۹هـ ق، الموافق: ۱۱/ ۴/ ۱۳۷۷هـ ش –۲/ ۷/ ۱۹۹۸م)، وبعد عملٍ دَؤُوبٍ وانعقاد اجتماعات متتالية استمرّت ستة عشر يوما في (قصر الزهور) بقصر رئاسة البلاد، تَمَّ إنجاز هذا العمل بنجاح.

تسجيل وإعلان استقلال السلطة القضائية في البلاد:

بناءً على جهودٍ مُكَثّفةٍ ومتواصلةٍ لرئيس المحكمة العليا وقاضي القضاة آنذاك سماحة الشيخ نور محمد ثاقب، واستنادًا إلى الفتوى الصّادرة من قِبَل دار الإفتاء برقم (۵۸۵) وتاريخ : (۲۴/ شوال المكرم/ ۱۴۲۰هـ، ونظرًا إلى الـقرار الصّادر من مجلس الشورىٰ بالمحكمة العليا برقم (۴۲۴) وتاريخ: (۸/ ذي القعدة الحرام/ ۱۴۲۰هـ ق )، تَمَّ التّسجيل والإعلان عن استقلال السُّلطة القضائيَّة، وجَعْلها في رديفٍ واحدٍ مع السُّلطة التقنينيِّة والسُّلطة التنفيذيِّة (رئاسة الوزراء) في البلاد، بإصدار مرسومٍ رسميٍّ برقم (۶۴) من صاحب الفخامة  أمير المؤمنين – رحمه الله – بتاريخ  (۱۱/ ذي القعدة الحرام/ ۱۴۲۰هـ ق، الموافق: ۲۸/ ۱۱/ ۱۳۷۸هـ ش – ۱۷/ ۲/ ۲۰۰۰ م).

إعطاء الإمارة الإسلامية إيّاه لوحَ التقدير ذا الدرجة الأولى: 

تَمَّ مَنْحُ شهادة التقدير ذي الدّرجة الأولى لسماحة الشيخ – حفظه الله – من قِبَل الإمارة الإسلاميّة بأفغانستان بتاريخ: (۱۳/ رجب المرجب/ ۱۴۲۱هـ ق، الموافق ۱۹/ ۷/ ۱۳۷۹هـ ش- ۱۰/ ۹/ ۲۰۰۰م)، وذلك لِقيامه بتنفيذ سياسات الإمارة الإسلامية فيما يتعلق بالسُّلطة القضائيّة بصورة كاملة ومؤثّرة، وتفعيل المحاكم بالعلماء المدرِّسين والكوادر المعتمدة، وحُسْن التّنسيق في الشّؤون القضائية، وتوحيد المرافق القضائيّة.

حصوله على الرّتبة النهائيّة في القضاء:

حصل سماحة الشيخ نور محمد ثاقب – حفظه الله تعالى – على آخرِ رُتبةٍ يحصل عليها الكوادر القضائيّة: (قضاوتپوه) وفق المعايير العلميّة واللوائح القانونيّة، من قِبَل اللجنة المختصّة لِتحديد ومَنْحِ الرُّتَب القضائية، وتَمَّت المصادقة عليها من قِبَل الإمارة الإسلاميّة، بتاريخ: (۲۶/ ربيع الثاني/ ۱۴۱۹هـ ق، الموافق: ۲۷/ ۵/ ۱۳۷۷هـ ش).

حصوله على درجة الدكتوراة:

قرّرت اللجنة العليا المختصّة لتحديد المستوىٰ العلمي للعلماء، المكوّنة من مندوبي وزارة الدراسات العليا (التعليم العالي)، ووزارة المعارف، والرّئاسة العامّة لأكاديميّة العلوم (مجمع البحوث العلميّة)، والمحكمة العليا، ووزارة العدل، ووزارة الثقافة والإعلام، ورئاسة جامعة كابول بتاريخ: (۲۴/ محرم الحرام/ ۱۴۲۰هـ ق، الموافق: ۱۳۷۸/۲/۲۰هـ ش- ۱۰/۵/ ۱۹۹۹م) مَنْحَ سماحة الشيخ – حفظه الله – شهادة درجة الدكتوراة، علاوةً على شهادة درجات البكالوريوس والماجستير بتقدير ممتاز، وذلك نظراً لمؤهّلات الشيخ العلميّة، ومعرفته العميقة وخدماته الأكاديميّة، وحصوله على الدرجة الأولى مع الامتياز من بين آلاف الطلبة من مختلف الدول العربيّة وغير العربيّة في اختبار  (وفاق المدارس العربية) المنعقد في باكستان، وحصوله على الشّهادة العالية في الإفتاء، وخبرته العلميّة في مجال تدريس كبار الكتب الحديثية في (الدورة الكبرىٰ) لمدة سبع سنوات.

نيله رُتبة الأستاذ (البروفيسور)

قرّرت الرّئاسة العامّة لأكاديميّة العلوم (مجمع البحوث العلمیة) مَنْحَ سماحة الشيخ – حفظه الله – رُتبة الأستاذ/ البروفيسور (سر محقق)، آخر رُتبة علميّة ينالها الكوادر الأكاديميّة في مجال البحوث العلميّة، بالإضافة إلى إعطائه العضويّة العلميّة في الأكاديميّة. جاء هذا التّكريم بعد تقييم اللجنة العلميّة المختصّة التابعة للأكاديميّة لآثار الشيخ العلميّة وأبحاثه الأكاديميّة المستوفية للمعايير اللازمة للحصول علی هذه الرّتبة والعضويّة، وذلك في جلستها المنعقدة بتاريخ (۱/جمادىٰ الأولى/۱۴۴۵ هـ ق الموافق۱۴۰۲/۸/۲۳ هـ ش). 

وإثر ذلك، قدّمت رئاسة أكاديميّة العلوم اقتراحًا بتاريخ (۲/ جمادىٰ الأولى/۱۴۴۵هـ ق الموافق ۱۴۰۲/۸/۲۴هـ ش) إلى سُمُوّ رئيس الوزراء بالوكالة بإمارة أفغانستان الإسلاميّة الملا محمد حسن (حفظه الله ورعاه)، طلبت فيه الموافقة على مَنْحِ فضيلة الشيخ هذه الرّتبة والعضويّة في أكاديميّة العلوم، وقد نال الطّلبُ موافقةَ سُمُوّه، فأصدر مرسومًا رقم (۲۴۱۷) بتاريخ (۱۱/ جمادىٰ الأولى/۱۴۴۵هـ ق الموافق ۱۴۰۲/۹/۴هـ ش)، صادق فيه على الاقتراح المذكور.

وقد أقامت أكاديميّة العلوم مراسم التّكريم خلال حفلٍ عظيمٍ، حَضَره عددٌ كبيرٌ من كبار قادة الإمارة الإسلاميّة، إلى جانب نخبة من العلماء البارزين في المجالات العلميّة والفقهيّة، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من أهل العلم والأدب ومُحبّيهم، وذلك بتاریخ (۱۹/ جمادیٰ الأولى/۱۴۴۵ هـ ق الموافق ۱۴۰۲/۹/۱۲ هـ ش).

حکم

صورة الاقتراح المصادق عليه من قِبَل صاحب السُّمُوّ رئيس الوزراء

دیپلوم

صورة بطاقة الترقية العلميّة (رُتبة الأستاذ) والعضويّة في أكاديميّة العلوم 

 

رحلاته الدُّوليّة:

الدُّوَل التي سافر إليها سماحة الشيخ قاضي القضاة الدكتور نور محمد ثاقب، هي:

المجر (هنغاريا)، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربيّة السعوديّة، وباكستان، وأوزبكستان وتركيا. وخلال زيارته للمجر عقد اجتماعات منفصلة مع المندوبين من دولة هولندا وألمانيا وإيطاليا والنمسا (اتريش) وبلجيكا وجنوب إفريقيا ومصر  وإيران والهند ودول أخرى، وتباحث معهم حول القضايا المهمّة.

تلامذته في الهياكل الإدارية المختلفة في العهد الأول من حكم الإمارة الإسلامية:

كان لسماحة الشيخ – حفظه الله – خلال العهد الأول من حكم الإمارة الإسلاميّة طلابٌ كثيرون تولّوا مناصب عليا في مختلف الإدارات المدنية والعسكرية، منهم: رئيس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء، وأعضاء الحكومة من الوزراء، ووكلاء الوزارات، وبعض رؤساء الإدارات المنظمِّة لِعِدّة ولايات في جهة واحدة من البلاد، وقادة الفيالق، وكثيرٌ من القادة الميدانيين، وموظفي المطارات، وكثيرٌ من رؤساء المحاكم، والقضاة، وعديدٌ من حكام المحافظات، وقادة الأمن، وغيرهم من أصحاب المناصب العليا في الحكومة.

وظائف الشيخ ومسؤولياته بعد الإطاحة بحكومة الإمارة الإسلامية الأولى:

۱ــ عضوية المجلس القيادي في إمارة أفغانستان الإسلامية:

بعد الحملة الصليبية التي شَنَّتها الولايات المتحدة  الأمريكية وحلف الناتو على أفغانستان الحبيبة والإطاحة بحكومة الإمارة الإسلاميّة، وعندما بدأت الإمارة الإسلاميّة بإعادة تنظيم شؤونها، تَمَّ تشكيل المجلس القيادي، وأصبح سماحة الشيخ المفتي نورمحمد ثاقب ركنًا أساسيًّا في الإمارة الإسلامية، وذلك يوم الثلاثاء (۱۷/ ربيع الثاني/ ۱۴۲۴هـ ق – الموافق: ۱۳۸۲/۳/۲۷- ۱۷/۶/ ۲۰۰۳م).

۲ــ تعيينه رئيسًا عامًّا للجنة الدعوة والإرشاد بإمارة أفغانستان الإسلامية:

تَمَّ تعيين سماحة الشيخ نور محمد ثاقب (حفظه الله) – علاوةً على كونه عضواً للمجلس القيادي للإمارة – رئيسًا عامًّا للجنة الدعوة والإرشاد بإمارة أفغانستان الإسلاميّة، يوم الثلاثاء(۱/ صفر المظفر/ ۱۴۳۰هـ ق، الموافق: ۸/۱۱/ ۱۳۸۷هـ ش- ۲۰۰۹/۱/۲۷م).

۳ــ تعيينه رئيسًا عامًّا للجنة التربية والتعليم والدراسات العليا بإمارة أفغانستان الإسلامية:

تَمَّ تعيين سماحة الشيخ – حفظه الله – رئيسًا عامًّا للجنة التربية والتعليم والدراسات العليا (التعليم العالي)، يوم الأربعاء (۵/ شعبان المعظم/ ۱۴۳۲هـ ق، الموافق: ۱۳۹۰/۴/۱۵هـ ش- ۶/۷/ ۲۰۱۱م).

۴ــ تعيينه رئيسًا عامًّا للجنة دار الإفتاء المركزية، والمجالس الفقهيّة، والتخصصات العلميّة، ومستشارًا خاصًّا لأمير المؤمنين في الشّؤون الدينية:

تَمَّ تعيين سماحة الشيخ – حفظه الله تعالىٰ – رئيسًا عامًّا للجنة دار الإفتاء المركزية، والمجالس الفقهيّة، والتخصصات العلميّة، ومستشارًا خاصًّا لأمير المؤمنين – حفظه الله تعالىٰ – في الشّؤون الدّينية، وذلك يوم الخميس (۲/ جمادى الآخرة/ ۱۴۴۰هـ ق- ۱۸/۱۱/ ۱۳۹۷هـ ش- ۲۰۱۹/۲/۷م).

وجديرٌ بالذكر أن سماحة الشيخ المفتي نور محمد ثاقب – حفظه الله تعالى – رغم كثرة مشاغله وتولّيه المناصب المذكورة، لم ينقطع عن مجال التّدريس وإلقاء الدّروس والمحاضرات؛ بل قام إلى جانب ذلك بتىدريس بعض الكُتُب العلميّة النّادرة وتدريس الجامع الصحيح للإمام البخاري – رحمه الله – وغيره من الكُتُب، وبالإضافة إلى ذلك قام بتدريب العلماء عن طريق المؤتمرات العلميّة في مجال الإفتاء وتعليم أصوله وضوابطه.

وفي الوقت نفسه قام فضيلته بالكتابة والتّأليف، ومن مؤلّفاته ما يلي:

مؤلّفاته ومصنّفاته:

۱- ((تُراث العلماء الحَنفیّة في اُصُول الحدیث وعُلُومه))  - (باللغة الأرديّة) - جُمِع فيه ألفٌ كاملٌ (۱۰۰۰) من مُؤَلَّفاتِ العلماء الأحناف المتعلقة بأصول الحديث وعلومه... (مطبوعٌ).

۲- ((علم أصول حديث كي اقسام و أنواع)) - (باللغة الأرديّة) - ذُكِر فيه مائة وسبعة (۱۰۷) من أقسام أصول الحديث وأنواعه... (مطبوعٌ).

۳-  ((تُراث العلماء الحَنفَیّة في اُصُول الحدیث وعُلُومه))  - (باللغة البشتويّة)... (مطبوعٌ).

۴- ((دروس صحيح البُخاري)) في خمسمائة صفحة ... (تَمَّ تصميمُه ومُعَدٌّ للطبع).

۵- ((تُراث العلماء الحَنفِیّة في اُصُول الحدیث وعُلُومه))  - (باللغة العربيّة) ... (مطبوعٌ).

۶- ((علمُ أصُوْلِ الحديث)) - (مصطلح الحديث) ... (مُرَتَّبٌ وَمُعَدٌّ للطبع).

۷- ((منزلة الإمام أبي حنيفة في الحديث)) - (باللغة العربيّة) ... (مُرَتَّبٌ، غير مطبوعٍ).

۸- ((فضيلة الفقه ومنزلة الفقهاء)) (باللغة العربيّة) ... (غير مطبوع).

۹- ((بدر الفتاوى في الفقه الحنفي)) - المجلد الأول ... (مطبوعٌ).

۱۰- ((بدر الفتاوى في الفقه الحنفي)) - المجلد الثاني ... (مطبوعٌ).

۱۱- ((بدر الفتاوى في الفقه الحنفي))  - المجلد الثالث ... (مطبوعٌ).

۱۲- ((بدر الفتاوى في الفقه الحنفي)) - المجلد الرابع ... (تَمَّ ترتيبه وتصميمه).

۱۳- ((بدر الفتاوى في الفقه الحنفي)) - المجلد الخامس ... (تَمَّ ترتيبه وتصميمه).

۱۴- ((المسائل النادرة والمُهِمَّة)) - (باللغة العربية)، مجموعة حوالي ثمانمائة (۸۰۰) مسألة نادرة ومهمة ... (مُرَتَّبةٌ وَمُعَدّةٌ للطبع).

۱۵- ((أصُولُ الإفتاءِ وَضَوَابِطُه وآدابُه)) - (باللغة العربيّة)، تَمَّ تدريسه لمسؤولي المجالس الفقهية في صورة ندوات...(مطبوعٌ).

۱۶- ((مصابيح الفُهُوم لحَلِّ مُشْكِلاتِ سُلَّمِ العُلُوم)) - (باللغة العربيّة) ...كَتَبه السيّد محمد زاهد وردك، تلميذ سماحة الشيخ أثناء الدراسة.

۱۷- ((توضيح العُلوم على سُلَّم العُلُوم)) - (باللغة البشتويّة) ...كَتَبه تلميذ سماحة الشيخ، السيد عبدالغني (حق بيان) القندوزي أثناء الدراسة.

۱۸- ((درس ((الملا جلال ومير زاهد)) - (باللغة العربيّة) ... كَتَبه حسن محمد العثماني الخوستي ومحمد كبير الحيدري الجدراني من تلامذة سماحة الشيخ أثناء الدراسة.

۱۹- ((درس ((التصريح شرح التشريح)) في فن الهيئة من العلم الرياضي ... (مسوَّدة).

۲۰- ((كيف يكون التأليف والتصنيف)) - (باللغة العربيّة) - في خمسمائة صفحة ... (غير مطبوع).

۲۱- ((قضاء او په افغانستان کې د قضائي سَیر تکامل)) (القضاء وتكامل السَّيْرِ القضائي في أفغانستان) ... (مسوَّدة).

۲۲- (( زما د ژوند یادښتونه )) (مذکّرة حیاتي) ... بدءاً من عام ۱۴۰۴ الهجري، الموافق ۱۹۸۴الميلادي، والتي ستُرَتَّب في عِدّة مجلدات ... (ما زالت قيد الكتابة).

كما قام سماحة الشيخ – حفظه الله – بكتابة المقدّمات المبسوطة والتّقاريظ المختلفة على الكُتُب العديدة، ونُشِرت له عشرات البحوث العلمية والتحقيقية. 

وكذلك نُشِرت كلماته وحواراته العلميّة والجهاديّة والسياسيّة التي أجراها في الاجتماعات والتّجمعات والمجالس المُتنوِّعة عَبْرَ  وسائل الإعلام المختلفة من الإذاعات والصُّحف والمجلات ووكالات الأنباء.

تعيينه وزيرًا للإرشاد والحج والأوقاف في العهد الثّاني لحكم إمارة أفغانستان الإسلاميّة:

بعد انتصار الإمارة الإسلاميّة على الاحتلال الغربي للبلاد، تَمَّ تعيين فضيلة الشيخ الدكتور المفتي نورمحمد ثاقب – حفظه الله – وزيراً للإرشاد والحج والأوقاف بالوكالة، بمرسومٍ رسميٍّ أصدره صاحب الفخامة أمير المؤمنين – حفظه الله –، يوم الأحد (۲۰/ محرم الحرام/ ۱۴۴۳هـ ق، الموافق: ۷/ ۶/ ۱۴۰۰هـ ش - ۲۹/ ۸/ ۲۰۲۱م).

وبَدَأ مهمته رسميًّا خلال حفلٍ كبيرٍ حَضَره أعضاء المجلس القياديّ في الإمارة الإسلاميّة، وجميع رُؤساء الوزارة وموظّفيها، وذلك يوم الخميس (۲/ صفر المظفر/ ۱۴۴۳هـ ق، الموافق: ۱۸/ ۶/ ۱۴۰۰هـ ش – ۹/۹/ ۲۰۲۱م).

 

Payam-e-Haq MagazineShow more